الجمعة، 6 ديسمبر 2013

افهم الحقيقه اولا (المقال الثانى)



قبل التداول فى البورصة - افهم الحقيقة اولا:


تكلمنا فى المقال السابق على ان المتداول فى السوق لابد له من طريقه فى المتاجرة والمضاربة فى البورصة فى ظل هذا الواقع الغير يقينى ومؤكد وهو واقع السوق وتحركات اسعار الاسهم بالسوق,  وان شاء الله نكمل ما يحتاج ان يفهمه المتاجر اولا وما يحتاج ان يأخذه فى الاعتبار قبل ان يقرر التداول فى البورصة.


ادارة راس المال.


فمن الاخطاء الشائعة والكبيرة ان يعتقد المستثمر والمتاجر بأنه اذا دخل بمبلغ كبير فسيحقق ربح كبير وهذا لانه يفترض ان السعر سيتحرك فى الاتجاه الذى يريد
لكنى اقول انه بقدر زيادة نسبه رأس المال فى السهم , يؤدى ذلك الى مشاكل نفسيه وضغوط وقلق وتوتر وهو ما يؤثر بدورة على متابعتك والتزامك بخطتك مما يؤدى فى النهايه الى خسارتك.
وهذه الحاله يقع فيها كثير من صغار المستثمرين والمبتدئين فى البورصة رغبه منه فى تحقيق الربح السريع لكن العكس غالبا ما يحدث , حيث بحركة بسيطة للسعر عكس الاتجاة الذى يريده المتاجر , تكون بهذه الحركة البسيطة نسبه خسائرة كبيرة من اجمالى محفظته , فيؤدى ذلك الى التوتر والقلق وهذا التوتر والقلق يؤدى ان تكون خطته وطريقته فى المتاجرة هى اللاخطة والعشوائية , وهذا فى النهايه يؤدى الى الخسائر.
لكن المحترف على الوجة الاخر لا يضع نسبه كبيرة من امواله فى صفقة ويحسب الخسارة التى يتقبلها قبل الدخول – أقول المقبوله – أى التى يتحملها نفسيا وعاطفيا  ولا تؤثر التأثير الكبير على اجمالى محفظته وبعدها يقدر ان يواصل.

وحاله اخرى تجعل المضارب والمستثمر يضع معظم اوكل امواله فى صفقه واحدة غير حاله الرغبه فى الثراء السريع وهى عندما يعترى المضارب والمستثمر حاله من الثقه الزائدة فى النفس وحاله من الغرور بنفسه وبقرارته التى اخذها قبل ذلك , وتحدث هذه الحاله من الشعور للمتداول فى البورصة عندما يدخل صفقه ناجحة ويحقق من ورائها الارباح فيؤدى ذلك لزيادة ثقته فى نفسه وفى قراراته وكأنه يقول مثل ما قال قارون إنما أوتيته على علم عندى, فيدخل هذا المغرور بمعظم امواله فى صفقه واحدة ويتحرك السوق عكس ما يريد وتكون خسارته وربما نهايته فى السوق.
لذلك اخيرا عليك ان تضع من الاموال فى اى سهم ما ترتاح ولا تتأثر بخسارته اذا حدث و تحرك السعر عكس ما تريد,  وبهذا تحمى نفسك من القلق والتوتر وتستطيع متابعه استثماراتك والالتزام بخطتك فى السوق. 


على ماذا تركز:


والنصيحة الاخرى للمتاجر والمستثمر فى البورصة هى انه لابد من عدم التركيز على راس المال وكم زاد وكم قل كل يوم , وانما التركيز عند اى صفقة على متوسط الربح الى الخسارة وهل الخسارة مقبولة بالنسبه لك اذا تحققت وهبط السعر , وما هى نسبه المال من المحفظة التى ستضعه فى هذه الصفقة او هذا السهم,  وهل نسبه هذا المال بالنسبه للمحفظة مقبولة ام لا وهذا ما يجب مراعاته عند الدخول لاى صفقة وليس التركيز على خسرت الف او الفين او ربحت مائه اومائتين.

احذر التعلق بحركه الاسعار:


والنصيحة الهامة بالنسبه للمتاجر قصير المدى,  والذى يجلس بجوار شاشهالاسعار باستمرار , وهى ان متابعة الاسعار دائما خلال الاجل القصير يجعل المتاجر والمستثمر يتعلق عاطفيا ونفسيا بتحركات هذه الاسعار , فإذا تحرك السعر الى حيث يريد وهو تحقيق الربح يحدث عنده حاله من الهياج العاطفى والفرحه الشديدة وهذا غير مقبول بالنسبه للمستثمر الموضوعى الذى يتحكم فى مشاعرة , واذا تحرك السعر ناحيه تحقيق الخسائر اصابته حاله من التوتر والقلق والبعض الاخر تصيبه حاله من الحزن والاكتئاب , وهذا ايضا غير مقبول,وفى الحالتين يؤدى ذلك الى ان العواطف والمشاعر والاحاسيس هى التى تحكم المضارب وليس الخطة التى وضعها , اذن فلا بد لكى ينجح المتاجر فى البورصة ان يقى نفسه التعلق بحركة الاسعار ولا يتحرك بمشاعره زيادة ونقصانا مع تحرك السعر زيادة ونقصانا , وانما يتاجر كمحترف حيث ما يهمه متابعه طريقته فى التداول ومتابعة نسبه رأس ماله فى السهم الذى يتابعه ومتابعه نقاط الدخول والخروج وايقاف الخسائر والالتزام بذلك حرفيا.

من المسئول :


والنصيحة الاهم فى كل ما سبق ان تعتقد اعتقادا جازما بانك انت المسئول اولا واخيرا عن جميع قراراتك التى تأخذها,  وانك انت المسئول اولا واخير ا عن اى نتأئج تحدث نتيجه لقراراتك التى اخذتها قبل ذلك, فليس المسئول الظروف الاقتصادية ولا السياسية وليس المسئول أراء المحللين وليس المسئول السمسار او البورصة انما انت المسئول اولا واخيرا.
فلاحظ نفسك فقط وانتبه لمشاعرك فقط ولاحظها تجاه التداول ولاحظ طريقتك فى التداول وصحح ما بها من اخطاء وركز فقط على طريقتك فى ادارة رأس مالك لاعلى الظروف ولا على الاسهم صعدت ام هبطت.
واذا شعرت بأنك مرتبك وإعتراك مشاعر القلق والتوتر نتيجه لما يحدث ولما حدث لك فبل ذلك,  فتوقف قليلا وابتعد عن البورصة والاسهم لفترة تشعر بعدها بتمالك مشاعرك والسيطرة على افكارك وقراراتك ثم ارجع بعد ذلك , واقول لك فى النهايه لا تلم اى احد على اخطائك وخسارتك فى البورصة وتعلم منها .

التوازن فى حياتك كلها:


وانصحك ايضا بالتوازن فى حياتك الاخرى العائلية والاجتماعية والروحانية ولا تأخذ البورصة ومشاكلها الى باقى حياتك حتى لا تخسر باقى حياتك والتى هى اهم من البورصة, فاعتقد ان علاقتك مع الله هى الأهم وعلاقتك مع اولادك ومجتمعك وصحتك النفسيه والجسدية اهم مائة مرة من البورصة , فركز على الاهم ولا تخسر الاهم بسبب ما هو اقل اهمية.

التغذية المرتجعة:


واخيرا أجعل لنفسك تغذية ارتجاعية او مزكرات مكتوبه , وسجل فيها كل ما يمر بك والاخطاء التى قمت بها فى التداول وسجل ايضا مشاعرك النفسيه والعاطفيه تجاه التداول وتجاه الذى يمر بك فى السوق , وهذه التغذية الارتجاعية غير الملف الرئيسى لمتابعة المحفظة والارباح والخسائر  انما هو لنفسك ولتطوير طريقتك فى الاداء على مر الايام.

-

0 التعليقات:

إرسال تعليق